للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقاهرة، وعليه تخرج الحكيم شمس الدين ابن دانيال وبه تأدب، وله معه حكايات، كان يسخر به ويضحك منه الناس؛ ومن شعره:

جمعك بين الكثيب والغصن ... فرق بين الجفون والوسن

يا فتنة ما وقيت صرعتها ... مع حذري دائماً من الفتن

باللفظ واللحظ كم ترى أبداً ... تسخر بي دائماً وتسحرني

وقد ألفت الغرام فيك كما ... فرقت بين الحياة والبدن وقال:

أما السماح فقد أقوت معالمه ... فما على الأرض من ترجى مكارمه

فلا يغرنك من يلقاك مبتسماً ... فطالما غر برق أنت شائمه

لا تتعب النفس في استخلاص راحتها ... من باخلٍ لؤمه في الجود لائمه

آخى المذلة إعزازاً (١) لدرهمه ... ويصحب الذل من عزت دراهمه

ماذا أقول لدهرٍ عاش جاهله ... غنىً ومات بسيف الفقر عالمه

قد سالم النقص حتى ما يحاربه ... وحارب الفضل حتى ما يسالمه وقال:

يا أهل مصرٍ وجدت أيديكم ... عن بسطها بالنوال منقبضه

فمذ عدمت الغذاء عندكم (٢) ... أكلت كتبي كأنني أرضه


(١) ص: إعزاز.
(٢) بياض في ص؛ وأكملته من الزركشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>