للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن القائم بن القادر؛ ولد يوم السبت العشرين من شوال سنة سبعين وأربعمائة، وبويع له وهو ابن ستة عشر وشهرين، ولي الخلافة ثامن عشر المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وتوفي سابع عشر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة (١) وخمسمائة، فكانت ولايته خمساً وعشرين سنة وأشهراً (٢) .

ولما بويع له صلى على والده، وصلى بالناس صلاة الظهر، وكان ميمون الطلعة، حميد الأيام، وكان لين الأخلاق، موصوفاً بالعطاء والكرم، يحب العلماء ويتفقد الفقراء، وكان حسن الخط جيد التوقيعات لا يقاربه فيها أحد.

وقال محمد الدين ابن النجار: أنشدني محمد بن محمود المعدل، قال أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وذكر أنها للمستظهر:

أذاب حرّ الهوى في القلب ما جمدا ... يوم مددت إلى رسم الوداع يدا

فكيف أسلك نهج الإصطبار وقد ... أرى طرائق في مهوى الهوى قددا

قد أخلف الوعد بدر (٣) قد شغفت به ... من بعد ما قد وفى دهري بما وعدا

إن كنت أنقض عهد الحبّ في خلدي ... من بعد هذا فلا عاينته أبدا وطلب من يؤم به في الصلوات ويلقن أولاده القرآن، وقصد أن يكون من أرباب البيوت الصالحين وأن يكون مكفوف البصر، فوقع الاختيار على المبارك ابن دواس المقرىء، فوقع منه موقعاً حسناً. ولما صلى به أول ليلة التراويح قرأ في كل ركعة آية، فلما سلم قال له: زدنا من التلاوة، فصلى في كل ركعة بآيتين، فلما سلم قال له زدنا، فأقام (٤) يزيده إلى أن صلى في كل ركعة بجزء كامل، فلما كان ليلة الجمعة أحضر له كاغد طيب وعود ند وكافور وما أشبه


(١) ص: اثني عشر.
(٢) ص: وأشهر.
(٣) ص: بدراً.
(٤) ص: فلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>