للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما توفي فتحت كارته فما وجد فيها سوى جزاز بخطه وكراريس وعظيات وشعر تغزل وغيره (١) .

أنشدني لنفسه:

أضحى جمالك للورى أعجوبة ... كل الورى قد قيدوا بقياده

فوحق من سواك يا بدر الدجى ... ما أنت إلا فتنة لعباده وقال:

لي حبيب خياله نصب عيني ... أينما كنت وجهه (٢) مرآتي

يتجلى لطور سيناء قلبي ... فتراني أخر من صعقاتي

ليتني ما عدمته من حبيب ... أتراءاه من (٣) جميع جهاتي

وإذا لاح أو تجلى لعيني ... كدت أقضي من شدة الحسرات

هو ناري وجنتي ومماتي ... وحياتي في السر والخلوات

لست مهما حييت أنساه أصلا ... لا ولا ساعةً من الساعات وأنشدني لنفسه:

سبحان من أبدى جمالك للورى ... عجباً يحار العقل في تصويره

وصفوك غاية وصفهم لكنهم ... لم يدركوا مقدار عشر عشيره

لو كان يوسف في زمانه فقته ... حسناً وكنت تكون فوق سريره

اعطف على عبدٍ ملكت قياده ... فالعبد لم يرحمه غير أميره وأنشدني لنفسه:

يا دار علوة لا عداك غمام ... مني عليك تحية وسلام


(١) بعد هذا في ر: رحمه الله تعالى وعفا عنه.
(٢) ر: ووجهه.
(٣) ر: في.

<<  <  ج: ص:  >  >>