للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلاّ ففي كأس المدامة بلغة ... تقوم مقام الدنّ عندك أو عندي

وفي ريقك المعسول لو أن روضة ... تعلّل بالكافور والمسك والشهد

وماء شبابي كان أعذب مورداً ... لو أن الليالي لم تزاحمك في الورد

أمنك الخيال الطارقي كلّ ليلةٍ ... على مثل حدّ السيف أو طرّة البرد

منىً لا أبالي أن تكون كواذباً ... فتفنى ولكن المدار على وجدي

وليلة وافاني وقد ملت ميلةً ... وكنت أنا والنجم بتنا على وعد

ألّم فحيا بين رقبا ورقبةٍ ... ولا شيء أحلى من دنوٍّ على بعد

وقد زانه لمحٌ من البدر في الدجى ... كما لاح وسم الشيب في الشعر الجعد

رأى أدمعي حمراً وشيبي ناصعاً ... وفرط نحولي واصفراري على خدي

فودّ لو أني عقده أو وشاحه ... وإن لم يطق حمل الوشاح ولا العقد

ألمّ فأعداني ضناه وسهده ... وقد كان هذا الشوق أولى بأن يعدي

وولّى فلا تسأل بحالي بعده ... ولكن سل الأيّام عن حاله بعدي

تفاوت قومي (١) في الحظوظ وسبلها ... فمكدٍ على حرصٍ ومثرٍ على زهد

وأمّا أنا والحضرميّ فإنّنا ... قسمنا المعالي بين (٢) غور إلى نجد

فأبت أنا بالشعر أحمي لواءه ... وآب ابن عيسى بالسيادة والمجد

فتىً لا يبالي فوز من فاز بالعلا ... إذا امتلأت كفا يديه من الحمد وله أيضاً (٣) :

وبديع الأوصاف كالشمس كالد ... مية كالغصن كالقنا كالريم

سكريّ اللمى وضيء المحيّا ... يستخفّ النفوس قبل الجسوم

متهدّ (٤) إلى الحلوم بلحظ ... ربّما كان ضلّةً للحلوم


(١) الديوان: قوم.
(٢) الديوان: قسمنا العلا ما بين.
(٣) ديوانه: ١٦٥.
(٤) ص: مستمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>