للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال:

أوحى لعارضه العذار فما ... أبقى على روعي ولا نسكي

وكأن نملاً قد دببن به ... غمست أكارعهن في مسك وقال:

قولوا لهذا القمر البادي ... مالك إصلاحي وإفسادي

زود فؤاداً راحلاً قبلة ... لا بد للراحل من زاد وقال:

قالوا اشتغل عنهم يوماً بغيرهم ... وخادع النفس إن النفس تنخدع

قد صيغ قلبي على مقدار حبهم ... ما لحب سواه فيه متسع قال الثعالبي (١) : قد اتفق لي معنى بديع لم أقدر أني سبقت إليه، وهو:

قلبي وجداً مشتعل ... على الهموم مشتمل

وقد كست جسمي الضنى ... ملابس الصب الغزل

إنسانة فتانة ... بدر السما منها خجل

إذا زنت عيني بها ... فبالدموع تغتسل حتى أنشدت لابن هندو:

يقولون لي ما بال عينك إذ رأت ... محاسن هذا الظبي أدمعها هطل

فقلت: زنت عيني برؤية وجهه ... فكان لها من صوب أدمعها غسل أخذ هذا المعنى ابن الساعاتي فقال (٢) :

جفني الذي يرد الكرى متأسناً ... كلف بفاتر جفنه المتوسن


(١) اليتيمة ٣: ٣٩٨.
(٢) لم يرد البيتان في المطبوعة، وانظر ديوان ابن الساعاتي ١: ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>