للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمضى على أبناء قيلة حكمه ... على شرسٍ (١) أدلوا به وليان

ولو شاء عدوان الزمان ولو يشا ... لكان عذير (٢) الحيّ من عدوان

وأي قبيل لم يصدع جميعهم ... ببكر من الأرزاء أو بعوان

خليليّ أبصرت الرّدى وسمعته ... فإن كنتما في مريةٍ فسلاني

ولا تعداني أن أعيش إلى غدٍ ... لعلّ المنايا دون ما تعداني

ونبهني ناعٍ مع الصبح كلّما ... تشاغلت عنه عنّ لي وعناني

أُغمّض أجفاني كأنّي نائمٌ ... وقد لجت الأحشاء في الخفقان

أبا حسنٍ أما أخوك فقد مضى ... فوالهف نفسي ما التقى أخوان

أبا حسن إحدى يديك رزئتها ... فهل لك بالصبر الجميل يدان

أبا حسنٍ ألق (٣) السلاح فإنّها ... منايا وإن قال الجهول أماني

أبا حسن هل يدفع الموت حينه ... بأيد شجاع أبو بكيد جبان

توقوه شيئاً ثمّ كروا فجعجعوا (٤) ... بأروع فضفاض الرداءٍ هجان

قليل حديث النّفس عمّا يروعه ... وإن لم يزل من ظنّه بمكان

أبيّ وإن تتبع رضاه فمصحب ... بعيد وإن تطلب جداه فداني

بنفسي وأهلي أي بدر دجنّةٍ ... لستّ خلت من شهره وثمان

يقولون لا يبعد ولله درّه ... وقد حيل بين العير والنّزوان

ويأبون إلاّ ليته ولعلّه ... ومن أين للمقصوص بالطيران

ليشعركما السلوان أنّ محمّداً ... مجاور حورٍ في الجنان حسان

وأن النّجوم الزهر في كل مطلع ... يجدن به مثل الذي تجدان

سفاك كدمعي أو كجودك واكفٌ ... من المزن بين السحّ والهملان


(١) ص: شرش.
(٢) ص: عزيز.
(٣) ص: القي.
(٤) ص: فجمجموا.

<<  <  ج: ص:  >  >>