للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمع من ابن الأخضر وابن منينا وجماعة، وسمع منه ابن الظاهري والدمياطي والشريف عز الدين والدوادري، وأقرأ العربية وزماناً وتصدر بجامع الصالح بالقاهرة، وكان علامة في الأدب من أذكياء بني آدم، انفرد بحل المترجم والألغاز، وله في ذلك تصانيف: منها كتاب " عقلة المجتاز في حل الألغاز "، ومصنف في حل المترجم للملك الأشرف.

وكتب إلى علم الدين السخاوي بدمشق باللبادين، قول الحسين بن عبد السلام في المعمى (١) :

ربما عالج القوافي رجال ... في القوافي فتلتوي وتلين

طاوعتهم عين وعين وعين ... وعصتهم نون ونون ونون فحلهما ابن الحاجب، فقال: قوله " عين وعين وعين " يعني نحو غد ويد ودد، لأنها عينات مطاوعات في القوافي، مرفوعة كانت أو منصوبة أو مجرورة؛ لأن وزن غد فع، ووزن يد فع، ووزن دد فع، وقوله " وعصتهم نون ونون ونون " الحوت يسمى نون (٢) ، والدواة لأنها تسمى نوناً، والنون الذي هو الحرف، وكلها نونات غير مطاوعة في القوافي؛ إذ لا يلتئم واحد منها مع الآخر.

ونظم ابن الحاجب:

أي غد مع يد دد ذو حروف ... طاوعت في الروي " وهي عيون "

ودواة والحوت والنون نونا ... ت عصتهم وأمرها مستبين وقال عفيف الدين: أنشدني إسماعيل المسمول الذي ينسب إلى صلاح الدين الإربلي:

وما بيت له في كل عضو ... عيون ليس تنكرها العقول


(١) انظر أخبار وتراجم أندلسية: ٤٧ وابن خلكان ٣: ٢٤٩ والغيث ١: ٣٤.
(٢) كذا في ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>