للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وساق يحث الكأس حتى كأنما ... تلألأ منها مثل ضوء جبينه

سقاني بها صرف الحميا عشية ... وثنى بأخرى من رحيق جفونه

هضيم الحشا ذو وجنة عندمية ... تريك جني (١) الورد في غير حينه

فأشرب من يمناه ما فوق خده ... وألثم من خديه ما في يمينه وقال (٢) :

أديراها على الزهر المندى ... فحكم الصبح في الظلماء ماض

وكأس الراح تنظر عن حباب ... تنوب لنا عن الحدق المراض

وما غربت نجوم الأفق لكن ... نقلن من السماء إلى الرياض وقال (٣) :

وعشية لبست رداء شقيق ... تزهى بلون للخدود أنيق

لو أستطيع شربتها كلفاً بها ... وعدلت فيها عن كؤوس رحيق

أبقت بها الشمس المنيرة مثل ما ... أبقى الحياء بوجنة المعشوق وقال (٤) :

يفضح البدر كمالاً إن بدا ... والدمى العفر جمالاً إن رمق

أطلعت خجلته في خده ... شفقاً في فلق تحت غسق وقال (٥) :

ومهفهف أحوى اللمى ذي مقلة ... تزري ظباها بالكمي الفارس

فعلت شمائله العذاب بمهجتي ... فعل النعامى بالقضيب المائس


(١) الديوان: قطاف.
(٢) الديوان: ١٩٧.
(٣) الديوان: ٢٠٦.
(٤) الديوان: ٢٠٨.
(٥) الديوان: ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>