للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة أربع عشرة وأربعمائة.

ومن شعره القصيدة المشهورة وهي:

خليلي في بغداد هل أنتما ليا ... على العهد مثلي أم غدا العهد باليا

وهل ذرفت يوم النوى مقلتاكما ... علي كما أمسي وأصبح باكيا

وهل أنا مذكور بخير لديكما ... إذا ما جرى ذكر لمن كان نائيا

وهل فيكما من إن تنزل منزلاً ... أنيقاً وبستاناً من النور حاليا

أجد له طيب المكان وحسنه ... منى يتمناها فكنت الأمانيا (١)

كتاب عن شوق شديد إليكما ... كأن على الأحشاء منه مكاويا

وعن أدمع منهلة، فتأملا ... كتابي تبن آثارها في كتابيا

ولا تيأسا أن يجمع الله بيننا ... كأحسن ما كنا عليه تصافيا

" فقد يجمع الله الشتيتين بعد ما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا " (٢)

ولما تفرقنا تطيرت أن أرى ... مكانك مني لا خلا منك خاليا

فضمنته ورداً كرياك ريحه ... يذكرني منك الذي لست ناسيا

ولا تطلبا صوني إذا ما تغنتا ... تسر وفوز جادتا لي الأغانيا

" وخبرتماني أن تيماء منزل ... لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا "

" فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت ... فما للنوى ترمي بليلى المراميا " (٣)

فدى لك يا بغداد كل مدينة ... من الأرض حتى خطتي ودياريا

فقد سرت في شرق البلاد وغربها ... وطوفت خيلي بينها وركابيا

فلم أر فيها مثل بغداد منزلاً ... ولم أر فيها مثل دجلة واديا


(١) البيت والذي قبله من قول الشاعر:
(٢) للمجنون، ديوانه: ٢٩٣.
(٣) البيت والذي قبله للمجنون، ديوانه: ٢٩٣، ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>