للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعر علاء الدين ابن غانم لما أمسك كراي المنصوري نائب الشام (١) :

أنا راض بحالتي لا مزيد ... وبأن لا أزال عبد الحميد

لي (٢) في أمر كافل الملك بالشا ... م عظات للحازم المستفيد

جاءه بالتقليد أرغون بالأم ... س وولى وعاد بالتقييد ومنه:

وكم سرحة لي بالربى زمن الصبا ... أشاهد مرأى حسنها متمليا

ويسكرني عرف الشذا من نسيمها ... فأقضي هوى من طيبه حتف أنفيا

وأسأل فيها مبسم الروض قبلة ... فيبرز من أكمامه لي أيديا

فلله روض زرته متنزهاً ... فأبدى لعيني حسن مرأى بلا ريا

غدا الغصن فيه راقصاً ونسيمه ... يكر على من زاره متعديا

ترجلت الأشجار والماء خر إذ ... نسيم الصبا أضحى به متمشيا

تغني لديه الورق والغصن راقص ... فيعرق وجه الأرض من كثرة الحيا وقال:

فعد نفسك من أهل القبور بها ... فعن قليل إليها سوف تنتقل

واذكر مصارع قوم قد قضوا ومضوا ... كأنهم لم يكونوا بعد ما رحلوا

يا ليت شعري ما قالوا وقيل لهم ... وما الذي قد أجابوا عندما سئلوا ومن نثره في صفة قلعة ذات أودية ومحاجز: لا تراها العيون لبعد مرماها إلا شزرا، ولا ينظر ساكنها العدد الكثير إلا نزرا، ولا يظن ناظرها إلا أنها طالعة بين النجوم بما لها من الأبراج، ولها من الفرات خندق (٣)


(١) كان الأير سيف الدين كراي المنصوري حتى سنة ٦٩٩ مستقراً في نيابة صفد؛ ولما تواترت الأخبار بنزول غازان على الشام وجه مع آخرين لمواجهته، ويبدو أن القبض عليه تم بعد ذلك.
(٢) ر: أنا.
(٣) ر: خندقاً

<<  <  ج: ص:  >  >>