وأهيفٍ ناعم الشّمائل ... تهزه نسمة الشّمال
فينثني كالقضيب مائل ... كما انثنى شاربٌ ومال
له عذار كالند سائل ... لله كم من دم أسال
شقّت على نبته المرائر ... من داخل الأنفس الصحاح
تكلّ في وصفه الخواطر ... وتخرس الألسن الفصاح
ظبيٌ إلى الإنس لا يميل ... الشمس والبدر من حلاه
والحسن قالوا ولم يقولوا ... مبداه منه ومنتهاه
وطرفه الناعس الكحيل ... هيهات من صنعه النجاه
أذلّ بالسّحر كلّ ساحر ... فهو له خافض الجناح
يجول في باطن الضّمائر ... كما يجول القضا المتاح
أما ترى الصبح قد تطلع ... مذ غمّضت أعين الغسق
والبدر نحو الغروب أسرع ... كهاربٍ ناله فرق
والبرق بين السّحاب يلمع ... كصارم حين يمتشق
وتحسب الأنجم الزواهر ... أسنةً ألقت الرّماح
فانهزم النّهر وهو سائر ... فدرّعته يد الرّياح وقال أيضاً:
كأس رويّه ... جلا علينا النّديم أم سنا مصباح
أم شمس حسن ... قد توجتها النجوم في سما الأفراح
هات الكؤوسا ... ممزوجة بالرضاب من ثناياكا
واخطب عروسا ... تروق تحت الحباب كسجاياكا
وادع الجليسا ... لمجلسٍ وشراب مثل ريّاكا