قال بطليموس الفلك بما فيه من السيارات قديمة أزلية وهذه السيارات مدبرات للعالم كما قال الله تعالى فالمدبرات أمرا وهي زحل والمريخ والمشترى والشمس والزهرة وعطارد والقمر وهن موجبات للسعد والنحس ثم اختلفوا في تأثيرها فمن قائل إنها تفعل بطبعها عند محدثات ومقارنات ومن قائل إنها أحياء عالمون قادرون بفعل الاختيار وقيل السيارات لا تفعل شيئا لكنها دلالات على هذه الحوادث والله هو المستبد بالخلق والاختراع، واختلف المسلمون في النجوم فمن قائل لا أحيل على النجوم شيئا فليست بسبب ولا فاعل البتة ومن قائل يجوز أن يقال سير هذه الكواكب سبب كالصيف أجرى الله السنة فيه بحرارة الهواء وفي الشتاء ببرد الهواء فلو أراد قلب الحر والبرد فلا الصيف موجبه ولا الشتاء لكنها أسباب وأوقات وعبارات والله هو المختص بالخلق والايجاد. والدليل عليهم أن نقول هذا النجم هل هو حي عالم قادر أم لا فإن قال ليس بحي لكن يفعل الشيء بطبعه لا باختيار قلنا هذا محال لان الجماد لا يقع منه الفعل ألا ترى الميت والجماد يستحيل وقوع الفعل منه وأيضا