للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخزي والنكال، فإن قالوا هذا مبتدع في النصرانية كما ابتدع في الإسلام البدع والمنكرات. الجواب من قديم يرفقون فإن الروم قبل التنصر كانت تأكل الخنزير وتستعمل الخصي وتقتل ولما تنصرت دامت على ذلك فمتى كان هذا الإبتداع يا ضلال فبان كذبهم لعنهم الله وأخزاهم في الدارين.

[(الباب الرابع في شبههم الأولى)]

قالوا إتصل الفيض الإلهي ذات الباري بذات عيسى فصار لاهوتيا، الجواب هذا الفيض لما اتصل به انفصل عن ذات الباري أم لا، فإن قالوا انفصل عن ذات الباري فهو باطل لأنه يؤدي إلى تغيير القديم وخلوه عن صفته، وأيضا يؤدي إلى جواز انتقال معنى من محل إلى محل آخر وهذا محال وإن قالوا هذا الفيض ما انفصل عن ذات الباري واتصل بذات عيسى ويعنون به العلم قلنا هذا أمحل المحال كيف يكون المعنى قائما في محل وحكمه وأثره في محل آخر، وقيام صفة واحدة في محلين مستحيل، فإن قالوا يجوز أن يتصل المعنى بذات عيسى من غير أن ينفصل عن ذات الباري كنور الشمس وشعاعه يتصل بالعالم وهو غير منفصل عنه. الجواب هذا باطل فإن النور القائم بجرم الشمس

<<  <   >  >>