بصره من فعل الايمان، وحب الرئاسة من طبيعة الانسان وكف النفس عن الحرام وسفك الدماء وأخذ المال من الايمان فافهم ذلك وقس عليه، وفي الجملة أفعال الخير تدل على السعادة وأفعال الشر تدل على الشقاوة والعاقبة مخفية والأعمال بخواتيمها والسلام. (حكاية) عن مجاهد رحمه الله تعالى يؤتى بثلاثة يوم القيامة بالغني والمريض والعبد المملوك فيقال للغني: ما شغلك عن عبادتي؟ فيقول: يا رب أكثرت مالي فطغيت، قال: فيؤتى بسليمان عليه الصلاة والسلام في ملكه فيقول: أنت أكثر شغلا من هذا؟ فيقول: لا، فيقول: ان هذا لم يشغله ذلك عن عبادتي، ثم يؤتى بالمريض فيقول: ما منعك عن عبادتي؟ فيقول: شغلت بجسدي فيؤتى بأيوب عليه الصلاة والسلام في ضره فيقول: أنت كنت أشد ضرا من هذا أم هذا قال: بل هذا، فيقال: إن هذا لم يمنعه عن عبادتي، ثم يؤتى بالمملوك فيقال: ما منعك عن عبادتي؟ قال: جعلت عليّ ربا فيؤتى بيوسف عليه الصلاة والسلام فيفعل معه مثل ما تقدم فنسأل الله تعالى العافية مع القبول.
[(الباب الثالث في تسلية الله عباده)]
قال الله تعالى وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ