[الباب الأول في أدب الحرب من شهامة الملك وكماله أن لا يتولى الحرب بنفسه ولا يتمنى لقاء العدو]
إن السلامة من سلمى وجارتها ... أن لا تمر على حال بواديها
ويجتهد في قمع العدو بالحيلة والمكيدة، فالحيلة أنفع وسيلة والرأي قبل شجاعة الشجعان، وقد يبلغ ذو الرأي بحبلته ومكيدته ما يعجز عنه السلطان بمملكته، فإن أمكنه خديعة العدو بالمال فبذل الدرهم أهون من بذل الروح والدرهم حجر له بدل والروح إذا فاتت لا بدل لها. لا بارك الله بعد العرض في المال. فإذا جاءه العدو فلا يجبن عن محاربته لئلا يجترىء العدو، وإذا حضر العدو فيجزل العطاء للعسكر فإنهم يبيعون أرواحهم ويفي بالمواعيد لئلا تنكسر قلوبهم، ولا يجاهرون برفع الأصوات فإنه علامة الفشل والأولى أن لا يبدأهم بالفتك وإذا قال في شيء نعم فيتمه فإن ألف قول لا يكون بمنزلة فعل واحد، ولا يستصغر العدو ولا يتكبر عليه وإن كان ضعيفا، فقد قال الحكماء