الحرب أن يتجرد ولا يستصحب الأثقال كالدواب والمفارش والجواري فيتعلق قلبه بذلك، فيفشل عن الحرب وأنفع المدد للجيش هجوم الليل وينبغي أن تتغدى بالعدو قبل أن يتعشى بك، والاولى أن يقاتل العدو يوم الخميس، قيل لعباد الضمري أي يوم تريد تلقى العدو قال: في يوم وقد بقي أجلي أي وقت يكون.
[(الباب الثاني في بيان الحرب المحظور من المباح)]
فليعلم أن قتال المسلمين وسل السيوف في وجه أهل القبلة ليس من أخلاق أهل الدين وله خطر عظيم، فإن تقاتل المسلمان فأمرهما على خطر قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل يا رسول الله هذا القاتل يدخل النار بقتله فما بال المقتول، قال لانه قصد قتل صاحبه فعرفت أن العزم والنية على قتل مسلم بمنزلة قتله، فإذا تمهدت القاعدة فلا تجوز المحاربة إلا في ست مواضع الأول محاربة المشركين وأهل الحرب والثاني محاربة الملحدين والباطنية لانهم شر الخلائق، والثالث محاربة المرتدين، والرابع محاربة البغاة وقد ذكرنا أحكامهم في كتاب السلطان والخامس محاربة قطاع الطريق، والسادس محاربة القاتلين ليقتص منهم ويتولى هذه المحاربة، الامام دون