الله وباء بسخط من الله. الطبقة الخامسة البطلة الفسقة الغوغاء فلا يرحمهم الملك لأنهم يغلون الطعام ويضيقون الطرق، فهم أظلم الناس يأكلون رزق الله ولا يعلمون الله فلا يصلحون للدنيا ولا للآخرة فكل أحد يعمل لنفسه وهم لا ينظرون لأنفسهم فيخرجهم من البلدان، رأى المصلحة أو يترفق بهم لنائبة أو حادثة.
[(الباب الثالث في بيان آداب الجلوس)]
ينبغي للملك أن ينظر إلى الرعية بعين الرعاية والإكرام وينزلهم منزلة الأولاد والإخوان، فإن الفرس كان من عاداتهم أن ينزلوا الرعية منزلة العبيد لا يرعون لهم حرمة ولا يحفظون لهم ذمة فعاب عليهم الحكماء وكتبوا إلى اسكندر ينبغي لك أن تنظر إلى رعيتك بالعين التي تنظر بها إلى أولادك وإخوانك فأن تكون ملك الأحرار والأشراف خير لك من أن تكون ملك العبيد والأوغاد، فاستحسن ذلك منهم، وليعلم الملك أن الحديث عقل الملك ورسوله فإن سمع منه كلام قبيح يستدل به على عقل الملك فالحديث ذكر لا يغلبه إلا الذكور ولا يبدأ بالكلام الركيك فتسقط حشمته، ولا يأذن للناس كل يوم فيسقط وقاره، ولا يحتجب عن الناس مدة فينسوه، ولا يتباسط مع الناس فيتجرؤا عليه