يحرم من نفحات المسك ومحبة العلماء تسوق إلى الخاتمة السعيدة والثناء المخلد والله تعالى أعلم.
[(الباب الثامن في الأسباب المزيلات للدول)]
وهي التهور والقحة والإنهماك في الشهوات وقلة المبالاة بالعدو وتعاطي الجور، والظلم آفة لا تخطىء فالملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم ومصحف المجد يشهد بهذا فإن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا
وأول ما كتب في التوراة هذه الكلمة من يظلم يخرب بيته، والبخل والكذب والإصرار على شرب الخمر والفساد وإهمال أمر الرعية، قيل السلطان يلعب والوزير يطرب والدنيا تخرب. قال أستاذ الإسكندر له اعلم أن سلطانك على أجساد الرعية ولا سلطان لك على القلوب فاملك القلوب تعن لك الوجوه واعلم أن علامات زوال ملككم إذا أطعتم هواكم واستعملتم شراركم واستثقلتم خياركم وزهدتم في العلم ونقضتم العهد وتهاونتم بأمور رعاياكم واستعملتم الكبر والزهو، واعلم أن أساطين الملك وأعمدة السلطان أربعة أشياء أولها العدل في رعاياهم. والثاني عمارة بلادهم. والثالث ضبط ملكهم من أعدائهم. والرابع منع قويهم عن ضعيفهم، وليس للملك أن يبخل لأن البخل لقاح