ثابت وفرعها في السماء ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فالنظر رأس السعادة عند أهل الدنيا والدين فبقاء الدولة وقاعدة الأمور وأساس التدابير وصحة الاعتقاد وخلاصة التوحيد في ناصية النظر كما أن أساس الكفر والشرك في ناصية التقليد وتذكر ساعة في صنع الله وتفكر لحظة في فعل الله أفضل وأحسن من عبادة سبعمائة سنة قيام ليلها وصيام نهارها وإليه إشارة قوله صلّى الله عليه وسلم تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة لأن النظر يوصل العبد الى المعرفة فيعرف الله تعالى ومن عرف الله تعالى فقد نال العز الأبدي والسعادة الكلية يا بردها على الفؤاد والكبد فأهل الدين بالنظر يعرفون حقيقة الدين والمعارف كما أن أهل الدنيا بالنظر يحصلون مقاصد الدنيا ولا يمكن معرفة سبيل النجاة من الهلاك الا بالنظر عرفه من عرفه وجهله من جهله.
[(الفصل الثاني في حده وحقيقته)]
فأقول حقيقة النظر هو الفكر في حال المنظور فيه لمعرفة حكمه وقيل هو فكر القلب في شاهد يدل على غائب فان قيل أطنبت الخطبة وأحسنت السؤل فما حجتك على صحته وانه مؤد الى العلم فأقول في العالم حق وباطل والناس صنفان أهل الحق وأهل الباطل وأصحاب الصدق وأصحاب