ورضا الخلق لا يحصل، وما الذي بيد الخلق؟ لا الرزق ولا العمر ولا سعادة ولا كرامة، فمن الجهل أن أشتري غضب الله برضا هؤلاء القوم.
[(الباب السادس عشر في علاج مذمة الخلق)]
فنقول ان كان الله معي فلا يضرني ملامة الخلق، فان كنت مقبولا عند الله فلا يضرني رد الخلق، وان كنت محبوبا عنده فكيف يضرني بعضهم وإن كنت مبغوضا عنده فلا ينفعني ثناء الخلق، فان كنت مخلصا في طاعة الله فيسخر الله القلوب لاجلي، وإن كنت مرائيا فسيفضحني فما أضمر أحد شيئا الا سيظهره على صفحات وجهه يوما.
[(الباب السابع عشر في علاج المذموم)]
من أراد أن يصلح خلقا من أخلاقه فليس له إلا علاج واحد، فكل ما يأمره الخلق يخالفه ويفعل ضده، مثلا لو كان بخيلا فيجود على خلاف نفسه ليتعود ويتمرن عليه، والشهوة يكسرها بالمخالفة فإن كل شيء ينكسر بضده، مثلا علة الحرارة تنكسر بالبرودة فعلة الغضب تعالج بالحلم وعلة التكبر تعالج بالتواضع والبخل بالسخاء، فمن تعود الأعمال الحسنة وتخلق بأخلاق الكرام يحسن خلقه فالخير عادة والشر