صورتك عظما في عظم وعرقا في عرق ولحما في لحم فلو كنت مشوه الخلق كنت كالقرد والخنزير أو على صورة الخنثى المشكل ما كنت تصنع يا خاطيء ومنها أن خلق الشمس والقمر والسحاب والرياح ونبات الأرض وأمطار السماء والانعام والبهائم والطير والملائكة في شغل شاغل لاجلك وأنت فارغ لا خير لك فأين الشكر ومنها قبول توبتك من ذنوبك في جميع العمر ولم يخسف بعباده الارض لدى الذنوب ولم يمنعهم الرزق فلو جعل البركة في الذباب والحيات، كما جعل في البقر والغنم لم يتلذذ الآدمي من خوف الأسد والذئب ولو جعل في المواشي قوة السباع لما انتفع بها أحد.
فلله على العبد نعمتان نعمة النفع وما يوصلها إليه ونعمة الدفع وما يدفع عنه، وما دفع الله أكبر فنعمة النفع السمع والبصر والنطق ونعمة الدفع كالعمى والخرس والبكم.
[كتاب الرد على الكفرة]
وهو أربعة عشر بابا
[(الباب الاول في حقيقة التعصب)]
واشتقاقه من العصيب والعصب وهو الشدة يوم عصيب ويقال للغزال عصاب فكل من كان شديدا غيورا في دينه ومذهبه فمتعصب ذاب عن الدين حافظ للاسلام والاعتقاد (فصل) وأعلم أن التعصب قاعدة الاسلام وقانون الايمان