العيوب، فقالت النعمة: ان صحبت واحدا ألف سنة فما لم أحضر لا يطيب عيشكما ان الجنة تطيب بحضوري وشهودي فقالت العافية: ان الحياة لا تطيب إلا معي وبي فأطنبا الكلام وأطالا المقام فتحاكما الى قاضي العقل الذي لا يحيف فقضى بينهما وقال: أنتما اخوان ورضيعا لبان وفرسا رهان لا يستغني أحدكما عن الآخر فيا صاحب العافية لك البشرى ويا صاحب النعمة لا تقل بشرى ولكن بشريان.
[(الباب الثامن في مناظرة السخاء والبخل)]
وتناظرا يوما فقال البخل: أنا أفضل فإني سبب الغنى وأنت سبب الفقر فصاحبي يمسكني فيصبح غنيا وصاحبك ينفقك فيصبح فقيرا فأنا قوة القلب وأنا حارس العرض وأنا قائد الغنى وبشير العلا وسائق الجيش وأنا أورث المال والفرج وأحفظ البيوت والدنيا وأغنى عن القرض وأذب عن العرض وأغنى عن الناس والغنى عن الناس هو الغنيمة العظمى والدولة الكبرى وأنا وأنا؛ واحتج عليه السخاء فقال:
يا فل ابن فل يا ملوما بكل لسان يا مذموما عند كل إنسان أتتكلم في هذا الزمان أما تستحي يا ابن الزانية والزاني وأنا ممدوح بكل لسان محمود عند كل إنسان أنا سبب المحبة أنا سبب الذكر الجميل أنا ساتر العيوب أنا الذي اذا عثرت