أن يزيلوها. وقال آخر الغنم فإنها كثيرة الدر لسخالها وأصوافها غير أنها تقبل مع الخصب وتدبر مع الجدب. وقال آخر الإبل لأنها تؤدي رحالك وتحمل أثقالك ونسلها مال وألبانها عصمة غير أن ربها إن حضرها سرّ بها وإن غاب عنها ضيعها. وقال آخر الخيل فإنها حصون عند البلاء وزينة في حال السراء لكنها عيال ومال تحتاج إلى مال. وقال آخر الجواهر فإنها عيون رزينة الأثمان خفيفة لا تتغير في طباعها غير أنها عليها عيون لأعدائك وصيت يضر انتشاره عنك لا نفاق لها إلا على الملوك تكسد بكسادهم وتنفق بنفاقهم.
وقال آخر الرقيق فقيل قوة العضد وزيادة في العدد غير أنهم مال يأكل بعضهم بعضا إن أحسنت إليهم استنقذوك وإن قصرت بهم حاربوك، فقيل لهذا القائل أفدنا أيها الحكيم قال خير القنية العلم واعتقاد الأخوان الصالحين.
[(الباب الحادي عشر في بيان الحكمة في قصر أعمار الملوك)]
اختلف الناس في بيان هذه الحكمة فقال الأطباء سبب ذلك انحلال القوى الغريزية وانطفاء الطبيعة ونتيجة ذلك كله الإسراف في الأكل والجماع فمهما أسرف فيه الإنسان تضعف القوى الغريزية وتنحل الطبيعة فينطفىء الإنسان ولا يعجبني هذا القول فإنه قول بالطبع والطبيعة وهو