بنفسه وأعظم الأشياء في الحرب التورية يرى شيئا ويفعل شيئا آخر يقصد صوبا ويوري طريقا آخر ومن أحدث أثرا من عسكره فيكرمه ومن نفق فرسه أعطاه عوضه وهذا كله إنما يستقيم بنية الخير ووعد الجميل وإضمار فعل الخيرات والإستعانة بعون الله سبحانه وتعالى.
[(الباب العاشر في نصيحة الوزراء)]
اعلم أن الملك والوزارة يرادان للذكر الجميل والثناء الحسن والدنيا أحدوثة، فكن حديثا حسنا لمن وعى وكل ما هو فوق التراب تراب. قال المأمون: يطلب الملك للذكر الجميل وإحداث الفعل الصالح واصطناع أهل الخير، أما جمع المال والحرص على الذخائر فمن دأب السوقة. وقال أيضا في بعض وصاياه: إنما امتازت الملوك عن الرعية بقدر الخير والإحسان فالرعية تريد أن تفعل الخير ولا تقدر والملوك إذا أرادوا أن يفعلوا فعلوا فمن لم يفعل فقد أخبر عن لؤم نفسه فأيام الإمكان غنيمة والقدرة على الخير فرصة ولم يكن في الوجود أحسن من فعل الجميل وأنشد عن الكبار.
اختم وطينك رطب للختام فكم ... قد خمر الطين أقوام وما ختموا