سنة، والأمير والوزير والرئيس المطاع والقاضي المتمكن كلهم مستحقون الأمر والطاعة على الرعية، وتكون طاعتهم أقرب من قرط الأذن فمن خرج عليهم بالسيف فقد فسق فإن عاد وتاب فقد تاب الله على من تاب وإن بغى وطغى وأبى فيحل قتاله: فإن أصر فتحل إراقة دمه واستباحة أمواله، فليتعجب العقلاء من هذه العظمة وهذه الخيرة فكادت الولاية أن تكون تلو النبوة، وإذا خرجت الرعية من الطاعة عصت وإذا ظهر له عدو فيلزمهم معاونته وإن استقرضهم أقرضوه وإن استعان بهم أعانوه وإن عدل فيهم مدحوه وإن جار عليهم صبروا إلى أن يفتح الله تعالى لهم فرجا وتنل الأيام دولته، ومن حقه أن تكرم خدمه وعماله ويوصلوا إليه الحقوق الموظفة والمرافق المقننة ويحسنوا إليه قولا وفعلا.
[(الباب الحادي عشر في حق الرعية)]
إعلم أن الرعية عيال الله سبحانه وتعالى والله تبارك وتعالى خصهم. قال صلّى الله عليه وسلم: من آذى مؤمنا فقد آذى الله تعالى.
وقال صلّى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راع على أهله وهو مسؤول والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول ألا وكلكم راع وكلكم مسؤول. قال صلّى الله عليه وسلم: يقول الله تبارك وتعالى يوم