للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيوخ البخر. وقال بزرجمهر لا يصلح لقيادة الجيوش وسد الثغور وتدبير المملكة إلا رجل تكاملت فيه خلال أربع وثلاث وثنتان وواحدة أما الأربع فحزم يتصون به عند موارد الأمور ومصادرتها وحلم يحجبه عن التهور في المشكلات إلا مع إمكان فرصتها وشجاعة لا تقوم الأعداء بمكانها وجود يهون جلائل الأموال عند سؤالها وأما الثلاث فسرعة مكافأة الإحسان وثقل الوطأة على أهل الزيغ والعدوان والإستعداد للحوادث وأما الإثنتان فتخفيف الحجاب على الرعية والحكم بين القوي والضعيف بالسوية، وأما الواحدة فالتيقظ في الأمور مع ترك تأخير مهم اليوم إلى غد. وقال زياد: كمال السلطان في ثلاثة أشياء شدة في غير امساك، ولين في غير اهمال والسخاء، وأحق الناس بالمملكة أنفعهم للرعية. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الأرض لتزين في أعين الناس إذا كان عليها أمير عادل وإن البلدة لتقبح في أعين الناس إذا كان عليها أمير جائر والله أعلم بالصواب.

[(الباب الخامس في أوصاف الكمال)]

اعلم أن أوصاف الكمال في الوزير والرئيس والسلطان أربعة: الحكمة والشجاعة والعدالة، وأضدادها أربعة السفه والجبن والشره والجور، فالعدل هو الفضائل كلها والجور هو

<<  <   >  >>