للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبواب العلماء ورغبة العلماء في أبواب الأمراء فأقول أما زهد الأمراء فلقلة معرفتهم بفضيلة العلم، وأمّا رغبة العلماء فلمعرفتهم بفضيلة المال، وقيل من جمع المال وأقبلت عليه الدنيا، ثم منع المستحقين حقهم وادعى حقيقة أمره وزعم أنه عبد الله كان من المستهزئين بنفسه والله غفور رحيم.

[(الباب السابع في سبب رغبة الناس في الدنيا)]

اعلم أن سبب ذلك قلة اليقين واستيلاء الغفلة فلو تيقنوا أنّ دار الآخرة هي الحياة، وأن العيش عيش الآخرة وأن الأنبياء أفطن منهم حيث تركوا الدنيا وآثروا الآخرة عليها لزهدوا فيها، ولكنهم اغتروا بعاجل الدنيا يقينا واعتقدوا أن الآخرة خير وأبقى تقليدا. اللهم إلّا رجال الصدق فإنهم كوشفوا تحقيقا فلو كشف الغطاء ما ازدادوا يقينا، قيل الناس عمروا الدنيا وخربوا الآخرة فيكرهون النقلة من العمران إلى الخراب، قول آخر: ان الروح ألف الجسد وتعود صحبته وأشد شيء في الدنيا الفراق وفي رغبة الدنيا الصحبة والاجتماع، وفي رغبة الآخرة التفرق والإفتراق. فلهذا يرغبون في الدنيا. قول آخر: غرهم في ذلك طول امهال الله تعالى واستدراجه لذوي المعاصي فلو عاجلهم عند عظائم الأمور لزهدوا فيها ولكنهم أمهلوا حتى ظنوا أنهم

<<  <   >  >>