الشنآن، ولا يغضب لأن الغضب لقاح الندامة، ولا يحسد لأن الحسد يقلل عدد الرجال.
[(الباب التاسع في تدبير العدو)]
اعلم، وقاك الله تعالى شر الأعداء، أن العداوة للوزراء والرؤساء تنبعث من شيئين: الأول اكرام السفلة الأندال.
الثاني امتهان أهل الشرف والحسب، فالوزير إذا استعمل السفلة ورفع أقدارهم وسلطهم على رقاب الناس يأمرون وينهون فيجرأ عليه أهل الشرف فيعتقدون الإساءة من الملك لأن السفل لا يعرف قدر نفسه ولا يحفظ الأدب فيجرح القلوب ويؤلم الأجساد ويدخر لنفسه ولمواليه الإحن والأحقاد، فإذا رأى ذلك أهل الشرف يعتقدون الإساءة والبغضاء، كانوا أولياء فيصيرون أعداء فتتحرك الأنف الأبية والدواعي الغضبية فينسلخون في عداوة الوزير من جلد البشرية والإنسانية فيصبحون بعداوة السبعية فقضية الحرية تقتضي أن يكرم أهل الشرف ومراعاة ذوي البيوتات القديمة والمحافظة على شؤونهم ويزجر السفلة وينهاهم ويردع غوائلهم ليأمن مكايدهم.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا