النبي صلّى الله عليه وسلم وكل واحد منهم في بلد غير بلد صاحبه وهل يجوز أن يكون جسم واحد في ألف مكان فلهذا أجمعنا على إبطال الرؤيا سوى رؤية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجاب الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى تجويزكم صحة رؤيا الأنبياء يبطل قولكم ببطلانها لغير الأنبياء صلّى الله عليه وسلم فإذا جوزتم للنبي فيلزمكم أن تجوزوا للولي لأن الله تعالى قادر أن يرى النبي في منامه ما لا يدخل تحت الوهم ولا يدركه العقل كالمعراج وغيره وأيضا فإن النبي صلّى الله عليه وسلم قال من رآني فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي فنفى أن الشيطان يقدر أن يتمثل بالأنبياء وقيل إن الله تعالى أقدر الجان على أن يتمثلوا في أي صورة شاؤا إلا صورة نبي أو ملك، وقولهم لا يجوز أن يكون جسم في ألف مكان مسلّم ولكن الناس يرونه وهم متفرقون في الأماكن ويريهم الله اياه وهو في مكانه كأنهم يعاينونه وقيل إن النائم روحه ترى فجائز أن يرى بروحه فيريه الله ما شاء عنده أنه في مكان وعن النبي صلّى الله عليه وسلم النوم أخو الموت ولا تنام أهل الجنة وإنما قاله لأن الروح يسري بها وهو في مكانه وهذا جائز في قدرة الله عز وجل والله تعالى أعلم.