للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدنيا بسببه وهو يعذب غدا بذلك. وفي التوراة إذا علم السلطان بظلم عماله فرضي به فكأنما فعله وملوك زماننا بلوا بذلك وهم لا يعلمون، وإذا ذكروا لا يذكرون، باعوا الآخرة بدنيا العمال والحجاب والمطربين ترى المولى على رقاب المسلمين يسومهم سوء العذاب ويسير فيهم بسيرة فرعون وهامان (العاشرة) أن يقلع عن التكبر إذا الغالب عليه التكبر وهو أصل كل عيب ورذيلة فمنها يظهر الحقد والحسد والإنتقام فليتدبر في نفسه إن كان عاقلا إنه ابن التراب ومأكول التراب وإن كان جاهلا فلا كلام معه فإنه هالك وابن هالك يصل إلى مالك، فمن عفا وغفر فهو شبيه الأنبياء والأولياء ومن تكبر وأبى فهو شبيه الأكراد والمجانين وفي الجملة ومن علم أنه مطلوب وعن قريب معزول لا يعجب ولايته وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[(الباب الثاني عشر في حقوق العلماء)]

اعلم أن درجة العلماء من أمة محمد صلّى الله عليه وسلم مثل درجة أنبياء بني اسرائيل وكرامتهم عظيمة ولحومهم مسمومة من شمها مرض ومن أكلها سقم وأوصيكم معشر الناس والملوك بالعلماء خيرا فمن عظمهم فقد عظم الله سبحانه وتعالى

<<  <   >  >>