ومن شهامة الملك أن لا يرسل رسولا إلى أحد البتة فإن آفة الملك منهم يطلعون العدو على عورات المملكة ويتواطئون معهم ويخدعونهم بالمال خصوصا إذا كانوا مشغوفين بالشراب فيغرونهم بالأكل والشرب، والبطنة تذهب الفطنة فيعلمون منهم بنات صدورهم فإذا أرسل رسولا لحاجة فلا بد أن يكون عاقلا فطنا متيقظا ولا يكون حديدا ولا معجبا مكثارا ولا خمريا فيغرونه في الحال ويجب أن يكون الرسول بمعزل عن نية الملك بنات صدره فإن كان عالما بأنفاس الملك فرسالته خطر عظيم ويوصيه أن لا يشرب الخمر فإن الفرس كانوا يخدعون الرسل بالشراب
[(الباب السادس في تولية العمال)]
فإن أراد أن يولي أحدا عملا فلينظر هل هو أهل لذلك أم لا، فإن محمدة العامل ومذمته منسوبة إلى من ولاه، فإن طغى عامله وبغى فليعزله فإن فتنة ذلك تترشش إلى الملك، وإذا سخط وزيرا أو عاملا فلا يوله ثانيا، ولا يرشح أحدا لعملين فيقصر فيهما فإن كان له وزير صالح فلا يزعجه فإن دولته بما تكون متعلقة به فإن ألف نفر يعيشون في حماية دولة واحدة