لأستحي من رواية هذه المكارم وارتمض في زمان يتباهى فيه باللؤم ويتبجح فيه بالسخف. مكرمة عدي بن حاتم الطائي خطب ابنته عمر فقال أزوجكها على حكمي فخاف عمر أن يميل في الحكم فأمسك وشاور فقيل تزوج على حكمه فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال زوجتك على السنة على أربعمائة درهم فبعث اليه بكرامة ابنته أربعين ألفا وغلمانا وثيابا فقسمها بين جلسائه وجهز ابنته من عنده.
[(الباب الثالث في حكايات أهل الفتوة)]
(حكاية) كانت امرأة بنيسابور حملت زوجها إلى القاضي تدعي عليه خمسمائة دينار فأنكر الرجل، فاستدعى القاضي منها إحضار الشهود فأحضرتهم فقالوا حتى نكشف عن وجهها ثم نشهد فهمّت أن تسفر عن وجهها فصاح الرجل وأدركته الغيرة وقال أنتم تريدون أن تنظروا إلى وجه زوجتي أيها القاضي أشهد أن لها عليّ حقا واجبا ستمائة دينار فتعجب القاضي والحاضرون من حميته وغيرته فقالت المرأة أيها القاضي أشهدك أنه بريء من حقي وإني قد أحللته من ذلك فتعجبوا غاية العجب ثم قال القاضي اكتبوه وضعوه في باب الفتوة (حكاية) رجل همداني ضيع كيسا به دنانير بمكة فدهش وتعلق بجعفر بن محمد الصادق وقال أنت أخذت