أين المتقون، وقال: يا موسى أشكو إليك جفاء عبادي استقرضتهم فلم يقرضوني ودعوتهم فلم يجيبوني وأعطيتهم فلم يشكروني يا ابن آدم خلقتك لتربح عليّ ولم أخلقك لأربح عليك فاتخذني بدلا من كل شيء يا ابن آدم لو يعلم الناس منك ما أعلم لنبذوك ولكن سأغفر لك، ما لم تشرك بي.
(الباب الثاني في مناظرة النبي صلّى الله عليه وسلم مع النصارى)
جاء وفد نجران إلى النبي صلّى الله عليه وسلم وقالوا: إذا لم يكن عيسى ولد الله تعالى فمن أبوه فقال: النبي صلّى الله عليه وسلم ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه قالوا بلى قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى يأتي عليه الفناء قالوا بلى قال: ألستم تعلمون أن ربنا قيوم على كل شيء، يحفظه ويرزقه قالوا بلى، قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئا قالوا لا قال: فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل، ولا يشرب ولا يموت قالوا بلى قال: ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته وغذي كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث قالوا بلى قال: فكيف يكون ربنا؟ فسكتوا وانقطعوا.