فذهب الى بيته وجامع بعض نسائه ثم خرج وقال: ان المرأة إذا أقبلت، أقبلت في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها.
(حكاية) اجتمع بعض الشطار، في دار ملك الأمر فخاضوا في بحار الاماني فقال أحدهم: ليت خزائنه لي وقال الآخر ليت أملاكه لي، وقال الآخر ليت امرأته كانت لي، والملك يسمع تناجيهم وكان عاقلا فاتخذ دعوة وطبخ عشر قدور من السكباج ووضعه بين أيديهم وقال: يا فلان تذوّق من هذا، وتناول من هذا وتطعم من هذا حتى ذاق الكل وقال: كيف وجدت طعمه قال: أبقى الله الملك الكل في طعم واحد فقال يا فلان النساء كلهن بمنزلة واحدة وطعم واحد فأخجله.
[(الباب السادس في علاج فضول القول)]
من كان مهذارا مكثارا لا يطيق السكوت فيجلس طول اليوم ويذكر حكاية سفره وخدمته وشبابه ومطبخه وزوجته وصفة بلده ونقوش حيطانه، كل هذا مما لا يعنيه فيتضرر به دينا ودنيا ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. (دليل) ذلك أن يعلم ان الموت قريب منه وفي كل تسبيح وتهليل كنز من كنوز الجنة فأي عاقل يضيع الكنز ويشتغل بالترهات،