للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينزل الناس منازلهم فيأذن للعلماء أولا ثم للزهاد والصوفية، ويزع إلى غلمانه وخدمه بحفظ الأدب والسكينة ولا يمكن أحدا يقوم على رأسه بالسيف المسلول فإنه خطر عظيم ويحتاط في إدخال الرسل عليه ولا يأذن للعاق أن يدخل عليه والله تعالى أعلم.

[(الباب الرابع في الحجاب)]

قد ذكرت أن الملك إذا احتجب مدة تنساه الرعية فليبرز أحيانا حتى يستعظموه، فاللبيب في العريش غير مهوب وحاجب الرجل حارس عقله وعرضه. وقال بعض الملوك لحاجبه إنك عين أنظر بها وجنة أستنيم إليها فعليك بالناس، فليكن الحاجب حسن الوجه كامل العقل حسن الخلق لئلا ينفر عنه الناس، ويعرف مراتب الناس حتى ينزلهم منازلهم ولا يقدم من يستحق التأخير فيستوحش منه الناس. قال خالد بن عبد الله لحاجبه: لا تحجب عني أحدا إذا أخذت مجلسي فإن الوالي لا يحتجب إلا عن ثلاث: بخل يكره أن يطلع منه عليه، أو ريبة يخاف أن يطلع عليها، وعي يخاف أن يظهر، منه وقدم رجل على بعض ملوك العجم فأقام ببابه شهرا، فكتب إليه كتابا في أربعة أسطر في السطر الأول:

الضرورة والأمل أقدماني عليك وفي السطر الثاني: إذا لم

<<  <   >  >>