اعلم أن غاية ما تصبر المرأة عن زوجها أربعة أشهر فما فوق ذلك ينفد صبرها وتخون زوجها. ولهذا ترى نساء الغائبين مائلات إلى الفسق لغيبة أزواجهن وتعطيلهن إياهن وأصل ذلك أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس ذات ليلة فسمع امرأة تقول:
ألا طال هذا الليل وازورّ جانبه ... وأرقني أن لا خليل ألاعبه
فو الله لولا الله لا رب غيره ... لزعزع من هذا السرير جوانبه
مخافة ربي والحياء يكفني ... وأكرم زوجي أن تنال مراكبه
فلما أصبح سأل عنها قالوا فلانة بنت فلان زوجها غائب فذهب إلى ابنته حفصة وقال يا بنية أنت زوج النبي صلّى الله عليه وسلم وأوثق نساء العالمين في نفسي وأني جئتك لأسألك عن مسألة من أمور المسلمين فلا تستحي مني وأصدقيني كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالت أربعة أشهر، قال وخمسة؟ قالت وخمسة، قال وستة؟ قالت لا إلا بمشقة، فأرسل إلى المرأة القائلة