لجاجة، وكل ما يفعله الآدمي تكلفا يصير طبعا له فإن الصبي يهرب من المكتب والمعلم يضر به حتى يصير ذلك التعليم طبعا له، فإذا بلغ فتكون همته ونهمته العلم فترى القوم المشغوفين بالشطرنج والحمام والقمار يتعودون ذلك حتى تزول لذة الدنيا فيها، ومن تعود أكل الطين يعتقد أنه من طيبات الدنيا.
[(الباب الثامن عشر في أحضار القلب في الصلاة)]
وغفلة القلب في الصلاة لوجهين أحدهما ظاهر والآخر باطن، أما الظاهر فان يصلي في موضع لا يبصر فيه شيئا أو يسمع فيه شيئا فيشتغل قلبه بذلك فعلاجه أن يصلي في الخلوة بحيث لا يسمع شيئا ولا يكون فيها نقش ولا كتابة واتخذت العباد الزوايا في بيوتهم حفظا لقلوبهم. وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا أراد أن يصلي يخرج السيف والمصحف والمتاع، عن بيته فإن كان له شغل فالتدبير أن يقدم ذلك الامر حتى يفرغ قلبه للصلاة ولهذه الدقيقة قال صلّى الله عليه وسلم: إذا حضر العشاء والعشاء، فابدأوا بالعشاء ليدخل في الصلاة على بصيرة فارغ القلب ويحضر قلبه للذكر أيضا وقراءة القرآن، فإن غلب أمر على قلبه فليشغل قلبه بالذكر فإن لم يندفع فالعلة صعبة فلا بد من تناول مسهل،