نفر فمتى صلح هؤلاء صلح الناس ومتى فسدوا فسد الناس وهم العلماء والأغنياء والأمراء والغزاة فالعلماء يعرفون الحلال والحرام فإذا لم يعملوا بالعلم ضل العوام وأضلوا، يعتقدون الشبهة حلالا والحرام مباحا فيضلون من حيث لا يشعرون، والأغنياء أمروا بايفاء الزكاة فإذا ظلموا وجاروا وأمسكوها تضيع الفقراء، والأمراء للعدل والإنصاف فإذا ظلموا وجاروا فقد خربت البلاد وفسد العباد وظهر الفساد، والغزاة للجهاد فإذا تركوا الجهاد فيجترىء العدو، والروم إذا نفروا غزوا، فبشروا يا معشر العقلاء السلطان العادل بطول البقاء ودوام العز في الدنيا والآخرة وبشروا الظالم بنقصان العمر والخسارة في الدنيا والآخرة ولولا خشية الملال لأطلتها ولكن اللبيب يكفيه إيماء ويغنيه انحاء وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
[(الباب التاسع في بيان عفو السلطان)]
واعلم أن قضية العقل وقضاء الشرع يقضيان أن يكون ميل السلطان إلى جانب العفو أكثر منه إلى جانب العقوبة لأنه قادر لا يعجزه شيء في وقت دون وقت والعفو من شيم الكرام، ولم يذكر أحد في هذا العالم بسوء السيرة ولم ينشر صيت سلطان بالظلم والجور بل انتشر الذكر وارتفع الصيت