الصالحات ثم ختموا بالمعاصي فأحبط الله أعمالهم وأما الذي لا يطيق حمل صخرة فيضم إليها ثانية فيحملها هذا مثل رجل عمل خطيئة عظمت عنده وكبرت لديه فلم يقدر على حملها فإذا عمل خطيئة أخرى هانت عليه، فإذا عمل ثالثا تعود ذلك واسود قلبه فلا يشعر بالختم والطبع وأما الشاة فهذا مثل الدنيا فالراكبون عليها ملوك الزمان والراكبة عليهم هم المساكين والفقراء الذين يتكففون الناس والذي قد أخذ بذنبها هو الذي قصر عمره وأجله ولم يبق منه إلا القليل وهو لا يدري والذي أخذ بقرنيها فالذي لا يصيب المعيشة إلا بالتعب والكد، وأما الحالبون من ضرعها فالتجار وأصحاب الارباح. وأما الكلبة فهو الذي يتكلم في غير أوانه قال الغلام ها قد فهمت فأين منزل الفاجرة قال:
الشيخ أف لك قد وعظت فلم تتعظ وزجرت فلم تنزجر أنا ملك الموت فقبض روحه وعجله إلى النار فهذه صورة الدنيا يا معشر العقلاء فمن يرغب في شرائها.
[(الباب الثاني في أمثلة الدنيا)]
في الأثر أن أربعين رجلا من الحكماء جلسوا يتفاوضون في أمثلة الدنيا فاستقر رأيهم في الاخير ان أشبه شيء في الدنيا أضغاث أحلام وقد قيل مثل الدنيا كالرباط يحل قوم