العرب تقول الوزارة تلو الملك بل الوزارة هي الإمارة والتواضع في الرياسة إحدى شبائك السياسة فالوزير بمنزلة الملك فليكن أكرم الناس وأسخاهم ويجب أن يكون هاديا مهديا متحريا محنكا موصوفا بالدين والأمانة والعفة والديانة مأمون العيب نقي الجيب عن الرشوة والمصانعة فالوزير سفير بين الأمراء والرعية وإذا كذب السفير بطل التدبير والرياسة صنو الإمارة. يقال مثل السلطان كمثل الشمس والرعية بمنزلة الثلج ومثال الوزراء بمنزلة الجبال فلولا الجبال لأتت الشمس على الثلج وأذابته في يوم واحد لكنهم يدفعون البلايا عن الرعية ويصلحون أمورهم من حيث لا يشعرون. قال النبي صلّى الله عليه وسلم: إذا أراد الله تعالى بأمير خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره وإن ذكر إعانة والوزارة على نوعين وزارة ملك عاقل رزين كريم خائف لله تعالى مطيع مائل إلى العدل حائد عن الجور فوزارة هذا الملك غنيمة باردة والنوع الآخر وزارة ظالم غشوم وجبار عنيد فوزارته فساد الدين والدنيا وندم وخسارة. قال الحكماء يجب أن يكون الوزير مثل المرآة التي لها وجهان