صلفا معجبا بماله (علاجه) أن تلك والله نكالة فالانبياء خصوا بالفقر والكفار خصوا بالغنى ولا يدل ذلك على هوانهم وكرامة أولئك ثم إن الغنى عرضة الفتن فحلالها حساب وحرامها عقاب فأول عقبة أن زوجاته وأولاده يخاصمونه في القيامة، وعقبة أخرى، الفقراء يخاصمونه في الزكاة والصدقة فان تخلص من هذه العقبة فيقال من أين اكتسبت وفيم أنفقت فان تخلص من هذا فيقال لم جمعت وفيم غرمت فان تخلص فيقال كل ذرة عنها اثنان وسبعون سؤالا ثم الذي يدخره لاولاده قد يكون سبب هلاكهم ينفقونه في معصية الله أو يتهمون بكثرة المال فيؤخذ منهم ويضربون عليه.
[(الباب الثامن في غرور العوام ويتبعه علاجه)]
أما العوام فكالأنعام يأكلون ويتمتعون ويفعلون ما يشتهون ويقولون ان الله غفور رحيم وان جنته أوسع وكرمه أكثر من أن يعذبنا ولم يحرمنا الايمان فكيف يحرمنا الجنان ومعاصينا لا تضره وطاعتنا لا تنفعه فكيف يعذبنا وهذا منتهى غرورهم (علاج ذلك) أن يقال كما أنه غفور رحيم كذلك بطشه أليم شديد ورحمته وسعت كل شيء ولكن بشرط التقوى ووعدها للمتقين فقال فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ