وقتلوه فهل رأيت إلها مأسورا مصلوبا يعجز عن حفظ نفسه فكيف يحفظ خلقه قاتلهم الله أنى يؤفكون، وأنت ترى في مذهب النصارى من المناقضة والمخالفة ما لا تجده في أمة من الأمم ويكفر بعضهم بعضا يزعم أنه اله ويزعم آخرون أنه شريك وبعضهم يقول أنه ابنه.
[(الباب الثالث في فضائح مذاهبهم وقولهم إن الله ثالث ثلاثة)]
اعلم أن هذه الطوائف الثلاثة من الملكانية واليعقوبية والنسطورية لا يختلفون أن المسيح عيسى بن مريم ليس بعبد صالح ولا نبي ولا رسول، وأنه إله في الحقيقة، وأن الله في الحقيقة خلق السموات والأرض وأرسل الرسل وأنه غير مولود وأنه قديم خالق رازق حي وإله وأن الذي نزل هو ابن من في السماء وتجسم من روح القدس ومن مريم البتول وصارت هي وابنها إلها واحدا ومسيحا واحدا، وصلب ومات ودفن وقام بعد ثلاثة أيام، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب ولهم تسبيحة الإيمان وضعت في بلاد الروم بعد المسيح بخمسمائة سنة حين جمعهم قسطنطانوس بن فيلاطس ملك الروم الذي أمه هيلانة الحرانية لتقرير الإيمان فمن أبى قتلوه لا يتم لأحد منهم إيمان إلا بها وهي