وهي سبعة: البخل والجبن والكبر والضعف والظلم وكثرة الخطأ في الرأي والطيش فمن اجتمعت فيه هذه الخصال فلا يصلح للسيادة والوزارة أصلا بل تكون سيادته اتفاقية من جهة السفه أو بالمال لأن المقصود من الوزارة والرياسة تهذيب البلاد وترتيب أهاليها وحملها على طاعة الله تعالى ورسوله وإحياء السنة وإماتة البدعة وانتشار الصيت وبقاء الذكر الجميل، فإذا كان ذا طيش وفسق فقد ضيع نفسه فكيف يحفظ غيره، ومن خان نفسه فكيف ينصح غيره، وإذا كان جبانا فكيف يهجم على الأمور، وإذا كان متكبرا فكيف يعاشر الناس، وكيف ينزلهم منازلهم، وإذا كان بخيلا فيقتل الناس بالظلم ويسومهم بالحيف، وإذا لم يكن عفيفا فيتبع عورات الناس ويطمع في المخدرات وأولاد الناس هذا ومثاله مما لا يخفي عليك والله تعالى أعلم بالصواب.
[(الباب السابع في بقاء الدولة)]
اعلم أن الأسباب الموجبة لبقاء الدولة أشياء منها نصرة الدين وتقوية الشرع لقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ