وعدا ولا وعيدا قط ووليت أهل الكفاية وأتيت على التقوى لا على الهوى وعاقبت للأدب لا للغضب وأودعت قلوب الرعية المحبة من غير جناية والهيبة من غير صنيعة وعممت بالقوت ومنعت الفضول، والله تعالى أعلم.
[(الباب الخامس في الأسباب المانعة للسلطنة)]
قلة المبالاة في الدين والمذهب والجنون والغفلة وعدم الرأي والقحة والتلجلج، وكان الفرس متى رأوا من الملك قحة وتلجلجأ وانهماكا في الخمر والزمر عزلوه وقيل كل ملك يكون فيه خمس خصال فلا يصلح للملك، لا ينبغي أن يكون كذابا لأنه إذا كان كذابا فإذا وعد بخير لم يفرح به أو وعد بشر لم يخف منه ولا ينبغي أن يكون بخيلا إذ لا يناصحه أحد ولا يبذل المال للعسكر فلا تصلح الولاية إلا بالمناصحة ولا ينبغي أن يكون حديدا فإنه إذا كان حديدا مع القدرة هلكت الرعية ولا ينبغي أن يكون حسودا فإنه لا يشرف أحدا ولا يصلح الناس إلا على أشرافهم ولا ينبغي أن يكون جبانا فيجترىء عليه عدوه ويملك ثغوره والله تعالى أعلم.