العمى والخرس والبكم والجنون والجذام والبرص والصرع والحر والبرد والفقر والفاقة حتى لا يأمن على نفسه ساعة فيخاف أن يموت أو يعمى ويجعل منفعته في الادوية المرة حتى لو استروح في ثاني الحال يتعذب ويتألم في الحال، وجعل مضرته في الاشياء اللذيذة حتى لو استلذ وتنعم في الحال يتألم بمنفعة ذلك في ثاني الحال، وآخره أن يموت وينتن وينتفخ في ساعة يفر منه ابنه وزوجته ووالده، فلا يبقى له سمع ولا بصر ولا قوة ولا جمال فيكون جيفة منتنة ويصير نجاسة في الأرض في بطون الحشرات والهوام ويصير ترابا ذليلا مهينا، ولو بقي على هذا الحال لكان أنفع له وفي هذا المقام يكون مساويا للبهائم ولم توجد هذه الدولة، بل يحشر غدا وينشر ديوانه ثم الى الجنة أو إلى النار بعد أن يسأل عن أعماله حرفا حرفا، فيقال له: لم فعلت ولم قلت ولم جلست ولم نظرت فان لم يخرج عن عهدة ذلك فيقول ليتني كنت كلبا او خنزيرا أو ترابا فإن هؤلاء قد سلموا من عذاب النار.
[(الباب الخامس عشر في علاج الرياء)]
وحقيقة الرياء طلب المنزلة في قلوب الخلق يفعل العبد عبادة ويبنى مسجدا أو رباطا، ويتصدق بصدقة ويحب أن يحمده الناس ويثنوا عليه ويكون مقصده رؤية الخلق دون