للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صاحب خير ينهى إليه أخبار الممالك، ومنها أن يولي الأمور إلى أربابها وأهاليها فقد سئل حكيم الساسانية عن سبب زوال دولتهم فقال لأنا فوضنا الأمور إلى غير أهلها وغفلنا عن الرعية حتى أكل بعضهم بعضا ولم يكن لنا صاحب خير ينهي إلينا فاجترأ علينا العدو، ومنها أن يتبرك بدعاء الصالحين فكم من دولة أزالتها أدعية الناس وكم من مملكة وطدتها، وقرأت في صوان الحكم وهو كتاب نفيس أن اجتماع الدعوات بصفاء النيات وخلوص الطويات يحل ما عقدته الأفلاك ومن لم يؤمن بهذا فليستأنف الإيمان، ومنها أن يستنجد بالسلاح والكراع والرجال والأموال فإن ذلك مما يرهب العدو ويقمع الحاسد. قال الله عز وجل وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ

ومنها أن لا يتخذ الضياع والقرى ولا يشتغل بالحراثة والتجارة فإن ذلك مما يطمع فيه العدو، ومنها أن يوظف على الناس ختم القرآن في داره كل يوم فإن لم يتفرغ فكل أسبوع ففي الخبر ما خربت دار يقرأ فيها القرآن، وما عمر بيت يكون فيه الزنى، ومنها أن يجالس العلماء ويصاحب الفقهاء فإنه بركة وقوة في الدين والملك هم القوم لا يشقى بهم جليسهم فإن الرحمة تنزل عليهم والملائكة تحف بهم فتصيبه الرحمة. فإن كان لله تبارك وتعالى في الناس أصفياء فهم هم، ومن جلس عند العطار فلا

<<  <   >  >>