للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعلم أن النفس ما حملتها تتحمل فإذا هذبتها وأدبتها تهون عليك مصائب الدنيا، وإن استرسلتها عقرتك وآذتك فتصبح في هم وتمسي في غم فالجهاد الاكبر معالجة النفس والله أعلم، وأنشد الشبلي رحمه الله.

يمينا صادقا حقا ... برب العرش والكرسي

فما عالجت في عسر ... كمثل العسر في النفس

فإن صارعتها ويل ... وإن صارعتها عرسي

مع الابليس إبليس ... وما الابليس في النفس

فمن يطيق رياضة النفس!؟ وخلق الانسان على خلقة لا سبيل إلى نقضها، خلق عجولا ضعيفا شهوانيا كارها للمصائب نفورا عن الفقر، فخوف الفقر من جبلة النفس والامتناع منها، ولكن أرشدكم الى دقيقة لطيفة تميزون بها بين ما هو لله تعالى وبين ما هو حظ النفس والشيطان، مثاله إنسان صائم قد أجهده العطش فنظر إلى ماء بارد فلا شك انه يشتهيه، فاشتهاؤه من فعل الجبلة وامتناعه من فعل الايمان، ورجل نظر إلى امرأة حسناء فلا يقدر أن لا يشتهيها، ولكن غض

<<  <   >  >>