للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جواب لهم بل علم أن المصلحة في ذلك الزمان كذا واليوم كذا، كما إذا خرج الرجل الى السوق يغلق الباب ثم يرجع إلى الدار ويفتحها. (الشبهة الثانية) قالوا: قال موسى صلوات الله عليه شريعتي عليكم مؤبدة ما دامت السموات والارض فمن دعاكم الى نسخها فاقتلوه. (الجواب) هل قال مؤبدة في كل وقت ما دمتم أحياء وموتى وأطفالا؟ قالوا لا لأن الدليل قام أن من لا عقل له ولا حياة له لا تكليف عليه قلنا قد قام الدليل عقلا أن المعجزة دليل على صدق المتحدي بالنبوة فلما وجب صحة نبوة موسى وجبت نبوة نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم ومعنى قوله دعاكم الى تركها فاقتلوه ممن لا يقيم الدليل على صدقه لان شريعة موسى تصديق الانبياء لا تكذيبهم وقوله تمسكوا بالسبت ما دامت السموات والارض لم يصح بل هو من وضع ابن الراوندي ولو صح لادعاء علماء اليهود في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم قالوا إنه مبعوث الى العرب دون العجم قلنا قال الله تعالى وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً

فتناول العرب والعجم وكان نبيا صادقا فقال: بعثت الى الأحمر والأسود فبطلت دعواهم والحمد لله رب العالمين.

<<  <   >  >>