للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تفعل وأكيس الملوك من قاد أبدان رعيته إلى طاعته بقلوبها.

قال زياد: سس خيار الناس بالمحبة وامزج للعامة الرهبة بالرغبة وسس سفلة الناس بالإخافة: وقال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إن هذا الأمر لا يصلح له إلا اللين في غير ضعف والقوة من غير عنف. وقال معاوية: لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني وقيل لملك: ما السياسة؟ فقال: هيبة الخاصة مع صدق مودتها وإخافة قلوب العامة بالإنصاف لها واحتمال هفوات الصنائع، كتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى إذا عرض لك أمران أحدهما لله والآخر للدنيا فآثر نصيبك من الله فإن الدنيا تنفد والآخرة تبقى وأخيفوا الفساق واجعلوهم يدا يدا ورجلا رجلا وعد مرضى المسلمين وافتح بابك وباشر أمورهم بنفسك فإنما أنت رجل منهم غير أن الله تعالى جعلك أثقلهم حملا فإياك أن تكون بمنزلة البهيمة مرت بواد خصب فلم يكن لها هم إلا السمن وإنما حتفها في السمن واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته وأشقى الناس من شقيت به رعيته. يقال شرار الأمراء أبعدهم من القراء وشرار القراء أقربهم من الأمراء (حكاية) داود بن عباس كان أميرا موصوفا بالعدل فأصابه القولنج فرفع رأسه إلى السماء، فقال يا رب إن كنت تعلم أني أمد عمري ومدة إمارتي

<<  <   >  >>