للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضعفاء الناس ومساكين الكلاب انما أتوا بالفرق من قلة الفهم بين العقل والعلم فنحن نذكر أنواع العلوم حتى ينكشف لأهل البصائر حدّ العقل فليعلم ان العلوم ثلاثة أنواع: النوع الأول علم ضروري يحصل للعاقل من غير كسب ونظر ولا يقدر على دفعه عن نفسه لا بالنفي ولا بالاثبات، وسمي ضروريا لاشتماله على نوع من الضرر كعلم الانسان بوجود نفسه وعلمه ان الاثنين أكثر من الواحد. والثاني البديهي كعلم الانسان. والثالث علم الاستدلال لا يحصل الا بالتكسب والتذكر وهو علم النظر. فاذا ثبتت هذه القاعدة فاعلم ان لعقل نوع من العلم الضروري وما ذكرناه يعرف به جواز الجائزات واستحالة المستحيلات ويعرف به وجوب واجبات العقل ان الصنع لا بد له من صانع والكتاب لا بد له من كاتب ودليل العقل يدل على المعقول لذاته وصفاته.

فكل عاقل يعلم من نفسه ان الصنع لا بد له من صانع والبناء لا بد له من بان وان الاثنين اكثر من الواحد وان شخصا واحدا لا يكون في مكانين في حالة واحدة سواء كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا والعقل معنى واحد في الآدمي ومع وجود ذلك المعنى يقدر على النظر والاستدلال ولا يجوز أن يوصف المعنى الواحد بالزيادة والنقصان لأن العرض الواحد لا يتجزأ ولا يتبعض ووراء ذلك أوصاف أخر لا

<<  <   >  >>